الحياة البرزخية
صفحة 1 من اصل 1
الحياة البرزخية
الحياة البرزخية
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اليوم أتكلم عن موضوع وهو الحياة البزخية : والبرزخ في اللغة هو الحاجز بين الشيئين كما في مجمع البحرين 0
وكلّ فصل بين شيئين برزخ كما في مجمع البيان 0
وأفاد في المفردات : « البرزخ هو الحاجز والحدّ بين الشيئين ، قيل أصل برزخ : برزه ، ومنه قوله تعالى : ( بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لاَ يَبْغِيَانِ ) 0
هذا لغةً ، وعالم البرزخ في الإصطلاح هو : ما بين العالَمَين الدنيا والآخرة 0
ويلزم الإعتقاد بعالم البرزخ الذي هو ما بين الموت لكلّ إنسان والقيامة وما فيه من الاُمور
ويؤمن المسلم بأن نعيم القبر وعذابه ، وسؤال الملكين فيه حق وصدق ، للأدلة الآتية:
الأدلة النقليّة:
قال تعالى : ( كلا إنها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون) سورة المؤمنون 100
" برزخ " : أي حاجز فلا يرجع إلى الدنيا إلى يوم يبعثون.
وقال تعالى .. وحاق بآل فرعون سوء العذاب * النار يعرضون عليها غُدُوّاً وعشياً ويوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب )سورة غافر 46
" حاق " : أحاط .
" غدواً وعشياً" : أي صباحاً ومساءاً في الدنيا.
وقال تعالى: ( يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة... ) سورة إبراهيم 27
وقد ورد أن التثبيت في الحياة يكون عند سؤال الملكين في القبر ، وقال تعالى: ( ولو ترى إذ الظالمون في غمرات الموت والملائكة باسطوا أيديهم أخرجوا اليوم تُجزون عذاب الهون ) سورة الأنعام 93
وقال النبي صلى الله عليه و سلم ( إن العبد إذا وُضِعَ في قبره ، وتولى عنه أصحابه ، فإنه يسمع قرع نِعالهم ، أتاه ملكان ، فيُقْعدانه فيقولان له: ما كنت تقول في هذا الرجل - محمد صلى الله عليه و سلم – فأما المؤمن فيقول : أشهد أنه عبد الله ورسوله ، فيُقَال له: انظر إلى مقعدك في النار ، قد أبدلك الله به مقعداً في الجنة ، فيراهما جميعاً ، فيفسح له في قبره ؛ وأما المنافق أو الكافر ، فيقال له: ما كنت تقول في هذا الرجل، فيقول: لا أدري ، كنت أقول ما يقول الناس، فَيُقال له لا دريت ولا تليت ، ويضرب بمطارق من حديد ضربة ، فيصيح صيحة يسمعها من يليه غير الثقلين) صحيح البخاري
وقال صلى الله عليه و سلم : ( إن أحدكم إذا مات عُرض عليه مَقْعَدُه بالغداة والعشيِّ ، إن كان من أهل الجنة ، فمن أهل الجنة، وإن كان من أهل النار ، فمن أهل النار، فيقال : هذا مقعدك ، حتى يبعثك الله يوم القيامة) صحيح البخاري
وقال صلى الله عليه و سلم أفضل الصلاة وأتم التسليم لمّا مر بقبرين: ( إنهما يعذبان وما يُعذبان في كبير ، أما أحدهما فكان يسعى بالنميمة ، وأما الآخر فكان لا يستتر من بوله) من سنن ابن ماجه 341
وكان صلى الله عليه و سلم يقول في دعائه: ( اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر، ومن عذاب النار ، ومن فتنة المَحْيا والممات)
وغير ذلك من الأحاديث الصحيحة البالغة حد التواتر.
الأدلة العقلية:
1- الإيمان بالله ، وملائكته ، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، يستلزم الإيمان بعذاب القبر، ونعيمه وكل ما يجري فيه ، لأن الكل من الغيب فمن آمن بالبعض لزمه عقلا الإيمان بالبعض الآخر.
2- ليس عذاب القبر أو نعيمه وما يقع فيه من سؤال الملكين مما ينفيه العقل أو يجعله مُستحيلاً بل العقل يُقِرُّه ويشهد به.
إن النائم قد يرى الرؤيا بما يُسُرُه فيتلذذ بها ، وينعم بتأثيرها في نفسه ، الأمر الذي يحزن له أو يأسف إن هو استيقظ .. كما أنه يرى الرؤيا بما يكره فيستاء لها ويغتمّ، الأمر الذي يجعله يحمد من أيقظه ، فهذا النعيم أو العذاب في النوم يجري على الأرواح حقيقة وتتأثر به وهو غير محسوس ولا مشاهد لنا ولا أنْكَرَهُ أحد، فكيف ينكر إذن عذاب القبر أو نعيمه؟
فبموت الإنسان يبدأ هذا العالم الأوسط ، ويجري فيه الجزاء بالثواب أو العقاب ; فإنّه وإن مات البدن إلاّ أنّ الروح حي باق حسّاس مشعر يحسّ اللذّات والآلام .
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اليوم أتكلم عن موضوع وهو الحياة البزخية : والبرزخ في اللغة هو الحاجز بين الشيئين كما في مجمع البحرين 0
وكلّ فصل بين شيئين برزخ كما في مجمع البيان 0
وأفاد في المفردات : « البرزخ هو الحاجز والحدّ بين الشيئين ، قيل أصل برزخ : برزه ، ومنه قوله تعالى : ( بَيْنَهُمَا بَرْزَخٌ لاَ يَبْغِيَانِ ) 0
هذا لغةً ، وعالم البرزخ في الإصطلاح هو : ما بين العالَمَين الدنيا والآخرة 0
ويلزم الإعتقاد بعالم البرزخ الذي هو ما بين الموت لكلّ إنسان والقيامة وما فيه من الاُمور
ويؤمن المسلم بأن نعيم القبر وعذابه ، وسؤال الملكين فيه حق وصدق ، للأدلة الآتية:
الأدلة النقليّة:
قال تعالى : ( كلا إنها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون) سورة المؤمنون 100
" برزخ " : أي حاجز فلا يرجع إلى الدنيا إلى يوم يبعثون.
وقال تعالى .. وحاق بآل فرعون سوء العذاب * النار يعرضون عليها غُدُوّاً وعشياً ويوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب )سورة غافر 46
" حاق " : أحاط .
" غدواً وعشياً" : أي صباحاً ومساءاً في الدنيا.
وقال تعالى: ( يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة... ) سورة إبراهيم 27
وقد ورد أن التثبيت في الحياة يكون عند سؤال الملكين في القبر ، وقال تعالى: ( ولو ترى إذ الظالمون في غمرات الموت والملائكة باسطوا أيديهم أخرجوا اليوم تُجزون عذاب الهون ) سورة الأنعام 93
وقال النبي صلى الله عليه و سلم ( إن العبد إذا وُضِعَ في قبره ، وتولى عنه أصحابه ، فإنه يسمع قرع نِعالهم ، أتاه ملكان ، فيُقْعدانه فيقولان له: ما كنت تقول في هذا الرجل - محمد صلى الله عليه و سلم – فأما المؤمن فيقول : أشهد أنه عبد الله ورسوله ، فيُقَال له: انظر إلى مقعدك في النار ، قد أبدلك الله به مقعداً في الجنة ، فيراهما جميعاً ، فيفسح له في قبره ؛ وأما المنافق أو الكافر ، فيقال له: ما كنت تقول في هذا الرجل، فيقول: لا أدري ، كنت أقول ما يقول الناس، فَيُقال له لا دريت ولا تليت ، ويضرب بمطارق من حديد ضربة ، فيصيح صيحة يسمعها من يليه غير الثقلين) صحيح البخاري
وقال صلى الله عليه و سلم : ( إن أحدكم إذا مات عُرض عليه مَقْعَدُه بالغداة والعشيِّ ، إن كان من أهل الجنة ، فمن أهل الجنة، وإن كان من أهل النار ، فمن أهل النار، فيقال : هذا مقعدك ، حتى يبعثك الله يوم القيامة) صحيح البخاري
وقال صلى الله عليه و سلم أفضل الصلاة وأتم التسليم لمّا مر بقبرين: ( إنهما يعذبان وما يُعذبان في كبير ، أما أحدهما فكان يسعى بالنميمة ، وأما الآخر فكان لا يستتر من بوله) من سنن ابن ماجه 341
وكان صلى الله عليه و سلم يقول في دعائه: ( اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر، ومن عذاب النار ، ومن فتنة المَحْيا والممات)
وغير ذلك من الأحاديث الصحيحة البالغة حد التواتر.
الأدلة العقلية:
1- الإيمان بالله ، وملائكته ، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، يستلزم الإيمان بعذاب القبر، ونعيمه وكل ما يجري فيه ، لأن الكل من الغيب فمن آمن بالبعض لزمه عقلا الإيمان بالبعض الآخر.
2- ليس عذاب القبر أو نعيمه وما يقع فيه من سؤال الملكين مما ينفيه العقل أو يجعله مُستحيلاً بل العقل يُقِرُّه ويشهد به.
إن النائم قد يرى الرؤيا بما يُسُرُه فيتلذذ بها ، وينعم بتأثيرها في نفسه ، الأمر الذي يحزن له أو يأسف إن هو استيقظ .. كما أنه يرى الرؤيا بما يكره فيستاء لها ويغتمّ، الأمر الذي يجعله يحمد من أيقظه ، فهذا النعيم أو العذاب في النوم يجري على الأرواح حقيقة وتتأثر به وهو غير محسوس ولا مشاهد لنا ولا أنْكَرَهُ أحد، فكيف ينكر إذن عذاب القبر أو نعيمه؟
فبموت الإنسان يبدأ هذا العالم الأوسط ، ويجري فيه الجزاء بالثواب أو العقاب ; فإنّه وإن مات البدن إلاّ أنّ الروح حي باق حسّاس مشعر يحسّ اللذّات والآلام .
الكتكوتة شمس47- عدد المساهمات : 66
نقاط : 167
الكفاءة : 0
تاريخ التسجيل : 04/08/2009
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى