خواطر قرآنية
صفحة 1 من اصل 1
خواطر قرآنية
هته الخواطر القرآنية لعمر خالد
نبدأها بسورة البقرة أنا أعجبتني كثير و أنتو إنشاء الله تعجبكم
سورة البقرة:
هي أول سورة نزلت في المدينة بعد الهجرة أي مع بداية تأسيس الرسول صلى الله عليه وسلم للدولة الإسلامية .
فضل سورة البقرة:قال صلى الله عليه وسلم:" يُؤتَى بالقرآن يوم القيامة وأهله الذين كانوا يعمَلونَ به في الدنيا تَقْدُمُهُ سورة البقرة وآل عِمران تُحاجَّان عن صاحبهما (وفي رواية: كأنَّهُما غَمامتان أو ظُلَّتان )" رواه مسلم
وقال صلى الله عليه وسلم:" البيت الذي تُقرأ فيه سورة البقرة لا يدخله الشيطان"رواه البخاري
هدف السورة :
هو الاستخلاف في الأرض.
فهي تكلم الأمة تقول لهم: أنتم مسؤولون عن الأرض،ولأنك يا مؤمن مسؤول عن الأرض فيجب أن تنفِّذ ما جاء بها من تعليمات ليتحقق مراد الله منك.
،وهذا يعني أن تعيش على الأرض كما تشاء ولكن بتعليمات الله حتى تُذَلَّل لك هذه الأرض.
مكوِّنات السورة:
إن سورة البقرة مقسمة إلى :
مقدمة
قسمين
خاتمة
المقدمة:يرد فيه نماذج من الناس كانوا يعيشون قبلنا وكانوا مسؤلون عن الأرض مثلنا، منهم من نجح،ومنهم مَن فشل.
فالربع الأول من السورة عبارة عن مقدمة،والثاني يتحدث عن آدم،والثالث حتى السابع عن بني إسرائيل،والثامن نموذج ناجح للاستخلاف وهو إبراهيم عليه السلام.
فنرى في الربع الأول أصناف الناس :
المتقين(في الآيات 1-5)
الكافرين(في الآيات6-7)
المنافقين(في الآيات 8-20)
ونرى في الربع الثاني: تجربة آدم , وهي الاستخلاف
ونجد آية محورية وهي:" وعلَّمَ آدم الأسماءَ كُلَّها " أي علَّمه تكنولوجيا لحياة،أي كيف يكون مسؤولاً عن الأرض ،وقد جاءت بعد" إنِّي جاعِلٌ في الأرضِ خَليفة" أأنه بدون علم وتكنولوجي مع العبادة الن تستطيع أن تقود الأرض ،فالعبادة بدون علم لا تصلح،والعلم بدون عبادة لا يصلح !!!
بينما في الربع الثالث نرى تجربة بني إسرائيل: كأن أول آية في قصتهم " أنِّي فضَّلتُكُم على العالَمين"مع أن أول آية في قصة آدم" إنِّي جاعِلٌ في الأرضِ خليفة"أي أنتم يا بني آدم مسؤولون عن الأرض، وأنتم يا بني إسرائيل أنعمت عليكم بنعم كثيرة،ونرى هذه النعم في آياتٍ متتالية: وهي الآيات أرقام: 57،52،50،49 .
وهذا يعني : لماذا لا تشكروني وتعبِّدوا الأرض لي رغم كل هذه النِّعَم التي أنعمتُ عليكم بها؟
وتقول الآية(60-61) يا أُمَّة محمد: إعتبروا مِمَّا حدث مع موسى ، والأخطاء الشديدة لبني إسرائيل التي جاءت في قصة البقرة،فهم أُناس ماديون لا يعترفون إلا بالماديات الملموسة،لذلك أوضح الله تعالى لهم أنه يستطيع إحياء النوتي بالمَوتى.
وفي هذه القصة تتضح بعض صفاتهم و هي:
الجدل الشديد
العند الشديد
عدم تنفيذ أوامر الله تعالى
والتحايل على شَرع الله
ولقد سُمِّيَت هذه السورة بسورة البقرة لتقول لأمة محمد صلى الله عليه وسلم:يا أمة محمد أنتم مسؤولون عن الأرض فإيَّاكُم والوقوع في مثل هذه الأخطاء التي وقع فيها مَن قبلكم ،فيستبدلكم
ثم تأتي الآية رقم 104 "يا أيها الذين آمنوا " هذه أول مرة يُذكر فيها المؤمنين،أي أنه أول نداء للمؤمنين،وهنا يحدث المسلمين فيقول لهم:" تميَّزوا عنهم لا ترددوا مصطلحاتهم ،قولوا" انظُرنا "،ولا تقولوا "راعِِنا"
وفي أول الربع الثامن تأتي آخر تجربة في الخلافة وهي تجربة إبراهيم عليه السلام
،لاحظوا:
كانت تجربة آدم تمهيدية
ثم جاءت تجربة بني إسرائيل الفاشلة
ثم تجربة إبراهيم وهي تجربة ناجحة وكأن تجربة إبراهيم تقول لنا:" يريدكم الله تعالى مسؤولون عن الأرض ولكن بشكل متميز عن الكفار،وحين أختبركم يجب أن تكونا على قَدر المسؤولية،كما أ، الاستخلاف في الأرض ليس فيه محاباه،وإنما هو للطائعين فقط،فحينما طلب إبراهيم الخلافة لذريته،قال له الله تعالى " لا ينالُ عهدي الظالمين"
وتأتي الآية:" قولوا آمَنَّا بالله وما أُنزل إلى إبراهيم و...." وهي توضِّح مَن هم "الذين أنعمتَ عليهم" التي وردت في الفاتحة!!!!!
لاحظوا أيضاً:
بدايات القصص الثلاث:
قصة آدم"إنِّي جاعل ٌفي الأرض خَليفة" فقد خُلق آدم للخلافة وليس للبقاء في الجنة.
بداية قصة بني إسرائيل:" اذكُروا نعمتي التي أنعمتُ عليكم" رغم كل النعم فقد قابلوها بالجحود والكفر
بداية قصة إبراهيم:" إنِّي جاعلُكَ للناسِ إماماً" لأنه يستحق ذلك لأنه نجح في الاختبار.
ولاحظوا أن الاختبار للثلاثة كان في طاعة الله تعالى : الشجرة، وأوامر بني إسرائيل،وذبح إسماعيل.
ثم يقول الله تعالى : يا مَن رأيتم هذه التجارب تعلموا منها ثم تعالوا نعطيكم أوامر ونواهي للأمة المسؤولة عن خلافة الأرض.فنجد في الربع الأول من الجزء الثاني: غيِّروا القِبلة(وهو اختبار عملي في الطاعة)،والدليل:" وما جعَلنا القِبلة التي كُنتَ عليها إلا لِنعلمَ مَن يتَّبعُ الرسولَ مِمَّن ينقلبُ على عَقِبَيه"!!!!
وهدف آخر هو أن تتميز هذه الأُمة حتى في قِبلتها.
وهنا يجب أن نتوقف: يا شباب الأُمَّة إيَّاكُم أن تُقَلِّدوا الكفار في تصرفاتهم وعاداتهم تقليداً أعمى فأنتم من أمة ميَّزها الله وجدير بكم أن تفخروا بانتمائكم لهذه الأُمة!!!!
هل تريدون الدليل على تميُّزكم؟!!! يقول الله تعالى :"وكذلِكَ جَعَلناكُم أُمَّةً وَسَطاً لتكونوا شُهداء على النَّاس ويكونَ الرسول ُعلَيكُم شهيداً" فأنتم ستشهدون على الخلائق يوم القيامة فكيف لا تكونوا متميزين وتتمسكوا بهذا التميُّز؟؟؟!!!
ثم تأتي أول آية في الربع الثاني:" إنَّ الصَفا والمَروة من شعائر الله" لماذا؟!!!
لأن المسلمين حين سمعوا آيات التميُّز قالوا:" لن نسعى بين الصفا والمروة بعد الآن لنختلف عن الكفار الذين كانوا يسعون بينهما وعليهما الصنمين: إساف، ونائلة!!! فقال لهم الله تعالى : " عودوا إلى هذه الشعيرة بعد تحطيم الأصنام، ولا بأس من السعي ،فهو تذكرة للأجيال القادمة بهاجَر وإسماعيل ومعجزتهما "
وهنا نلاحظ التوازن ، فالمؤمن متميز ولكنه متوازن، فلا يخالف الكفار في كل شيء وإنما يتَّبع تعليمات ربه في ذلك.
بعد ذلك نقرأ الآية:" ليسَ البِرَّ أن تُوّلُّوا وجوهَكُم قِبَلَ المَشرق والمغرب .." هذه الآية تشمل الإسلام كله: عقيدة وأخلاق وعبادات...فيعد التميز يا أمة محمد أطيعوني،فليست القضية هي تغيير اتجاه القِبلة ولكن المهم هو التقوى والإصلاح الشامل لحياتكم.
ثم تبدأ الآيات في سَرد الأوامر والنواهي المطلوبة لتشرح معالم هذا الإصلاح الشامل:
1- التشريع الجنائي (الآية179)
2-التَرِكات والوصية(الآية 180)
3-التشريع التَعَبُّدي(الآية 183)
4- الجهاد (للمحافظة على المنهج وحمايته)
5-الإنفاق.
6-الحج(وهو أول تدريب على الجهاد لأن طبيعة الحج هو الاستسلام الكامل للأوامر والنواهي وتحمُّل كل الظروف،والصبر على الطاعة)...كم نلاحظ أن الحج هو استجابة الله تعالى لدعوة براهيم عليه السلام"و أرِنا مناسِكَنا"..زكما نلاحظ أن سورة البقرة هي لوحيدة لاتي شملت كل أركان الإسلام الخمسة بتفاصيلها:التوحيد " يُؤمِنون بالغَيب "،والصلاة، والزكاة ،والصيام ،والحج"
7-بناء و تكوين الأُسرة
8-المنهج الاقتصادي
نلاحظ أيضاً أن كل تشريع من التشريعات الثمانية مختوم بكلمة التقوى!!!
أي أنك لن تنفذ هذه التعليمات إلا إذا كُنتَ تَقِيَّاً
فالإطار العام لتنفيذ المهج هو: الطاعة- التميُّز- التقوى
والعجيب أن كل آية من آيات سورة البقرة نجدها مختومة بإحدى هؤلاء الثلاث!!!!!!!!
بعد ذلك تأتي آية مِحورية وهي:" يا أيُها الذينَ آمَنوا ادخُلوا في السِّلم كافَّة" والسِلم هو الإسلام،أي لا تُقلِّدوا الكفار الذين يؤمنون بِبَعضِ الكتاب ويكفرون ببعض...وإنما خُذوا دين الإسلام كما هو كاملاً مُتكاملاً !!!
وهنا ملحوظة للشباب الذين يلتزمون بالصلاة ثم يفعلون المعاصي، والفتيات اللاتي تقُلن أنا مؤمنة بقلبي وأخلاقي عالية،وأفعل الكثير من الطاعات ،إذن فالحجاب غير ضروري!!!!
بعد ذلك تأتي آيات الأسرة وكلٌ منها مختومة بالتوصية بالتقوى!!! أي أن إقامة الأسرة والحفاظ عليها يحتاج إلى التقوى كأساس،وقد تأخر ذكر الأسرة بعد الحج والصيام،وكأن الله تعالى يريد أن يقول لنا: إن تنفيذ أحكام الأسرة يحتاج إلى تقوى عالية لتنفيذها،فأقيموا الصلاة وصوموا وحجُّوا،لعل ذلك يصل بكم إلى التقوى،فتُنفِّذوا أحكام الأسرة كما يريدها الله سبحانه.
جاءت بعد ذلك قصة طالوت وجالوت وهما اثنان من بني إسرائيل تخلَّوا عن نُصرة الدين والجهاد في سبيل الله ،ليقول لنا: هذا الدين شديد،يحتاج للجهاد من أجل الحفاظ عليه.
بعد ذلك جاءت أعظم آية في القرآن الكريم، وهي آية الكُرسي .
ومكانها هنا يدل على أن هذا المنهج الذي رسمه لنا المَولى جل جلاله ثقيل وشديد،لذلك فالمؤمن يحتاج لأن يستشعر جلال الله لكي يعينه على التنفيذ وعدم الانحراف عن المنهج.
بعدها جاءت الكلمات:" لا إكراهَ في الدين"
فمَن أراد أن يؤمن فَبِها ونِعمَت ،ومن أراد أن يكفر فله مُطلق الحرية،ولكن لا يلومنَّ بعد ذلك إلا نفسه!!!!
ثم يروي لنا القرآن ثلاث قصص لإبراهيم مع النمرود، وعُزَير،وإحياء المتى أمام إبراهيم،وكيف يا مؤمن بعد هذه القصص التي تؤكِّد حياة الله ، و َقيُّوميَّته لا تستشعر جلال الله وقُدرته؟!!!!!
ويأتي بعد ذلك المنهج الاقتصادي ومحاربة الربا بشكل شديد:
"فَأذَنوا بِحَربٍ من اللهِ ورسوله"
ليس ذلك فحَسب وإنما كعادة الإسلام حين يُحَرِّم شيئاً فهو يقدم البديل،يقول أن البديل هو الإنفاق.
وتُختَتَم السورة بأحلى ما فيها بعد التعليمات والتكاليف:" آمَن الرسول"،وقالوا سمِعنا وأطَعنا" وهي كلمة كل مسلم يؤمن بالله واليوم الآخر: سمعاً وطاعةً لك يارب.
ثم الاستغفار: "غُفرانَك ربَّنا" (إن قصَّرنا يا رب فاغفر لنا)
ثم الدعاء:" لأن الاستمرار في الطاعة والثبات عليها يحتاج طلب المعونة من الله تعالى
"لا يُكلِّفُ اللهُ نفساً إلَّا وُسعها"(رحمة بعد التكاليف)
"يا رب أعِنَّا على الالتزام بهذا المنهج لأن هناك أعداء سيتربصون بنا ويبذلون جهدهم ليحيدون بنا عنه ،ويحيلون بيننا وبين تنفيذ بنوده "فانصُرنا على القوم الكافرين"
هي أول سورة نزلت في المدينة بعد الهجرة أي مع بداية تأسيس الرسول صلى الله عليه وسلم للدولة الإسلامية .
فضل سورة البقرة:قال صلى الله عليه وسلم:" يُؤتَى بالقرآن يوم القيامة وأهله الذين كانوا يعمَلونَ به في الدنيا تَقْدُمُهُ سورة البقرة وآل عِمران تُحاجَّان عن صاحبهما (وفي رواية: كأنَّهُما غَمامتان أو ظُلَّتان )" رواه مسلم
وقال صلى الله عليه وسلم:" البيت الذي تُقرأ فيه سورة البقرة لا يدخله الشيطان"رواه البخاري
هدف السورة :
هو الاستخلاف في الأرض.
فهي تكلم الأمة تقول لهم: أنتم مسؤولون عن الأرض،ولأنك يا مؤمن مسؤول عن الأرض فيجب أن تنفِّذ ما جاء بها من تعليمات ليتحقق مراد الله منك.
،وهذا يعني أن تعيش على الأرض كما تشاء ولكن بتعليمات الله حتى تُذَلَّل لك هذه الأرض.
مكوِّنات السورة:
إن سورة البقرة مقسمة إلى :
مقدمة
قسمين
خاتمة
المقدمة:يرد فيه نماذج من الناس كانوا يعيشون قبلنا وكانوا مسؤلون عن الأرض مثلنا، منهم من نجح،ومنهم مَن فشل.
فالربع الأول من السورة عبارة عن مقدمة،والثاني يتحدث عن آدم،والثالث حتى السابع عن بني إسرائيل،والثامن نموذج ناجح للاستخلاف وهو إبراهيم عليه السلام.
فنرى في الربع الأول أصناف الناس :
المتقين(في الآيات 1-5)
الكافرين(في الآيات6-7)
المنافقين(في الآيات 8-20)
ونرى في الربع الثاني: تجربة آدم , وهي الاستخلاف
ونجد آية محورية وهي:" وعلَّمَ آدم الأسماءَ كُلَّها " أي علَّمه تكنولوجيا لحياة،أي كيف يكون مسؤولاً عن الأرض ،وقد جاءت بعد" إنِّي جاعِلٌ في الأرضِ خَليفة" أأنه بدون علم وتكنولوجي مع العبادة الن تستطيع أن تقود الأرض ،فالعبادة بدون علم لا تصلح،والعلم بدون عبادة لا يصلح !!!
بينما في الربع الثالث نرى تجربة بني إسرائيل: كأن أول آية في قصتهم " أنِّي فضَّلتُكُم على العالَمين"مع أن أول آية في قصة آدم" إنِّي جاعِلٌ في الأرضِ خليفة"أي أنتم يا بني آدم مسؤولون عن الأرض، وأنتم يا بني إسرائيل أنعمت عليكم بنعم كثيرة،ونرى هذه النعم في آياتٍ متتالية: وهي الآيات أرقام: 57،52،50،49 .
وهذا يعني : لماذا لا تشكروني وتعبِّدوا الأرض لي رغم كل هذه النِّعَم التي أنعمتُ عليكم بها؟
وتقول الآية(60-61) يا أُمَّة محمد: إعتبروا مِمَّا حدث مع موسى ، والأخطاء الشديدة لبني إسرائيل التي جاءت في قصة البقرة،فهم أُناس ماديون لا يعترفون إلا بالماديات الملموسة،لذلك أوضح الله تعالى لهم أنه يستطيع إحياء النوتي بالمَوتى.
وفي هذه القصة تتضح بعض صفاتهم و هي:
الجدل الشديد
العند الشديد
عدم تنفيذ أوامر الله تعالى
والتحايل على شَرع الله
ولقد سُمِّيَت هذه السورة بسورة البقرة لتقول لأمة محمد صلى الله عليه وسلم:يا أمة محمد أنتم مسؤولون عن الأرض فإيَّاكُم والوقوع في مثل هذه الأخطاء التي وقع فيها مَن قبلكم ،فيستبدلكم
ثم تأتي الآية رقم 104 "يا أيها الذين آمنوا " هذه أول مرة يُذكر فيها المؤمنين،أي أنه أول نداء للمؤمنين،وهنا يحدث المسلمين فيقول لهم:" تميَّزوا عنهم لا ترددوا مصطلحاتهم ،قولوا" انظُرنا "،ولا تقولوا "راعِِنا"
وفي أول الربع الثامن تأتي آخر تجربة في الخلافة وهي تجربة إبراهيم عليه السلام
،لاحظوا:
كانت تجربة آدم تمهيدية
ثم جاءت تجربة بني إسرائيل الفاشلة
ثم تجربة إبراهيم وهي تجربة ناجحة وكأن تجربة إبراهيم تقول لنا:" يريدكم الله تعالى مسؤولون عن الأرض ولكن بشكل متميز عن الكفار،وحين أختبركم يجب أن تكونا على قَدر المسؤولية،كما أ، الاستخلاف في الأرض ليس فيه محاباه،وإنما هو للطائعين فقط،فحينما طلب إبراهيم الخلافة لذريته،قال له الله تعالى " لا ينالُ عهدي الظالمين"
وتأتي الآية:" قولوا آمَنَّا بالله وما أُنزل إلى إبراهيم و...." وهي توضِّح مَن هم "الذين أنعمتَ عليهم" التي وردت في الفاتحة!!!!!
لاحظوا أيضاً:
بدايات القصص الثلاث:
قصة آدم"إنِّي جاعل ٌفي الأرض خَليفة" فقد خُلق آدم للخلافة وليس للبقاء في الجنة.
بداية قصة بني إسرائيل:" اذكُروا نعمتي التي أنعمتُ عليكم" رغم كل النعم فقد قابلوها بالجحود والكفر
بداية قصة إبراهيم:" إنِّي جاعلُكَ للناسِ إماماً" لأنه يستحق ذلك لأنه نجح في الاختبار.
ولاحظوا أن الاختبار للثلاثة كان في طاعة الله تعالى : الشجرة، وأوامر بني إسرائيل،وذبح إسماعيل.
ثم يقول الله تعالى : يا مَن رأيتم هذه التجارب تعلموا منها ثم تعالوا نعطيكم أوامر ونواهي للأمة المسؤولة عن خلافة الأرض.فنجد في الربع الأول من الجزء الثاني: غيِّروا القِبلة(وهو اختبار عملي في الطاعة)،والدليل:" وما جعَلنا القِبلة التي كُنتَ عليها إلا لِنعلمَ مَن يتَّبعُ الرسولَ مِمَّن ينقلبُ على عَقِبَيه"!!!!
وهدف آخر هو أن تتميز هذه الأُمة حتى في قِبلتها.
وهنا يجب أن نتوقف: يا شباب الأُمَّة إيَّاكُم أن تُقَلِّدوا الكفار في تصرفاتهم وعاداتهم تقليداً أعمى فأنتم من أمة ميَّزها الله وجدير بكم أن تفخروا بانتمائكم لهذه الأُمة!!!!
هل تريدون الدليل على تميُّزكم؟!!! يقول الله تعالى :"وكذلِكَ جَعَلناكُم أُمَّةً وَسَطاً لتكونوا شُهداء على النَّاس ويكونَ الرسول ُعلَيكُم شهيداً" فأنتم ستشهدون على الخلائق يوم القيامة فكيف لا تكونوا متميزين وتتمسكوا بهذا التميُّز؟؟؟!!!
ثم تأتي أول آية في الربع الثاني:" إنَّ الصَفا والمَروة من شعائر الله" لماذا؟!!!
لأن المسلمين حين سمعوا آيات التميُّز قالوا:" لن نسعى بين الصفا والمروة بعد الآن لنختلف عن الكفار الذين كانوا يسعون بينهما وعليهما الصنمين: إساف، ونائلة!!! فقال لهم الله تعالى : " عودوا إلى هذه الشعيرة بعد تحطيم الأصنام، ولا بأس من السعي ،فهو تذكرة للأجيال القادمة بهاجَر وإسماعيل ومعجزتهما "
وهنا نلاحظ التوازن ، فالمؤمن متميز ولكنه متوازن، فلا يخالف الكفار في كل شيء وإنما يتَّبع تعليمات ربه في ذلك.
بعد ذلك نقرأ الآية:" ليسَ البِرَّ أن تُوّلُّوا وجوهَكُم قِبَلَ المَشرق والمغرب .." هذه الآية تشمل الإسلام كله: عقيدة وأخلاق وعبادات...فيعد التميز يا أمة محمد أطيعوني،فليست القضية هي تغيير اتجاه القِبلة ولكن المهم هو التقوى والإصلاح الشامل لحياتكم.
ثم تبدأ الآيات في سَرد الأوامر والنواهي المطلوبة لتشرح معالم هذا الإصلاح الشامل:
1- التشريع الجنائي (الآية179)
2-التَرِكات والوصية(الآية 180)
3-التشريع التَعَبُّدي(الآية 183)
4- الجهاد (للمحافظة على المنهج وحمايته)
5-الإنفاق.
6-الحج(وهو أول تدريب على الجهاد لأن طبيعة الحج هو الاستسلام الكامل للأوامر والنواهي وتحمُّل كل الظروف،والصبر على الطاعة)...كم نلاحظ أن الحج هو استجابة الله تعالى لدعوة براهيم عليه السلام"و أرِنا مناسِكَنا"..زكما نلاحظ أن سورة البقرة هي لوحيدة لاتي شملت كل أركان الإسلام الخمسة بتفاصيلها:التوحيد " يُؤمِنون بالغَيب "،والصلاة، والزكاة ،والصيام ،والحج"
7-بناء و تكوين الأُسرة
8-المنهج الاقتصادي
نلاحظ أيضاً أن كل تشريع من التشريعات الثمانية مختوم بكلمة التقوى!!!
أي أنك لن تنفذ هذه التعليمات إلا إذا كُنتَ تَقِيَّاً
فالإطار العام لتنفيذ المهج هو: الطاعة- التميُّز- التقوى
والعجيب أن كل آية من آيات سورة البقرة نجدها مختومة بإحدى هؤلاء الثلاث!!!!!!!!
بعد ذلك تأتي آية مِحورية وهي:" يا أيُها الذينَ آمَنوا ادخُلوا في السِّلم كافَّة" والسِلم هو الإسلام،أي لا تُقلِّدوا الكفار الذين يؤمنون بِبَعضِ الكتاب ويكفرون ببعض...وإنما خُذوا دين الإسلام كما هو كاملاً مُتكاملاً !!!
وهنا ملحوظة للشباب الذين يلتزمون بالصلاة ثم يفعلون المعاصي، والفتيات اللاتي تقُلن أنا مؤمنة بقلبي وأخلاقي عالية،وأفعل الكثير من الطاعات ،إذن فالحجاب غير ضروري!!!!
بعد ذلك تأتي آيات الأسرة وكلٌ منها مختومة بالتوصية بالتقوى!!! أي أن إقامة الأسرة والحفاظ عليها يحتاج إلى التقوى كأساس،وقد تأخر ذكر الأسرة بعد الحج والصيام،وكأن الله تعالى يريد أن يقول لنا: إن تنفيذ أحكام الأسرة يحتاج إلى تقوى عالية لتنفيذها،فأقيموا الصلاة وصوموا وحجُّوا،لعل ذلك يصل بكم إلى التقوى،فتُنفِّذوا أحكام الأسرة كما يريدها الله سبحانه.
جاءت بعد ذلك قصة طالوت وجالوت وهما اثنان من بني إسرائيل تخلَّوا عن نُصرة الدين والجهاد في سبيل الله ،ليقول لنا: هذا الدين شديد،يحتاج للجهاد من أجل الحفاظ عليه.
بعد ذلك جاءت أعظم آية في القرآن الكريم، وهي آية الكُرسي .
ومكانها هنا يدل على أن هذا المنهج الذي رسمه لنا المَولى جل جلاله ثقيل وشديد،لذلك فالمؤمن يحتاج لأن يستشعر جلال الله لكي يعينه على التنفيذ وعدم الانحراف عن المنهج.
بعدها جاءت الكلمات:" لا إكراهَ في الدين"
فمَن أراد أن يؤمن فَبِها ونِعمَت ،ومن أراد أن يكفر فله مُطلق الحرية،ولكن لا يلومنَّ بعد ذلك إلا نفسه!!!!
ثم يروي لنا القرآن ثلاث قصص لإبراهيم مع النمرود، وعُزَير،وإحياء المتى أمام إبراهيم،وكيف يا مؤمن بعد هذه القصص التي تؤكِّد حياة الله ، و َقيُّوميَّته لا تستشعر جلال الله وقُدرته؟!!!!!
ويأتي بعد ذلك المنهج الاقتصادي ومحاربة الربا بشكل شديد:
"فَأذَنوا بِحَربٍ من اللهِ ورسوله"
ليس ذلك فحَسب وإنما كعادة الإسلام حين يُحَرِّم شيئاً فهو يقدم البديل،يقول أن البديل هو الإنفاق.
وتُختَتَم السورة بأحلى ما فيها بعد التعليمات والتكاليف:" آمَن الرسول"،وقالوا سمِعنا وأطَعنا" وهي كلمة كل مسلم يؤمن بالله واليوم الآخر: سمعاً وطاعةً لك يارب.
ثم الاستغفار: "غُفرانَك ربَّنا" (إن قصَّرنا يا رب فاغفر لنا)
ثم الدعاء:" لأن الاستمرار في الطاعة والثبات عليها يحتاج طلب المعونة من الله تعالى
"لا يُكلِّفُ اللهُ نفساً إلَّا وُسعها"(رحمة بعد التكاليف)
"يا رب أعِنَّا على الالتزام بهذا المنهج لأن هناك أعداء سيتربصون بنا ويبذلون جهدهم ليحيدون بنا عنه ،ويحيلون بيننا وبين تنفيذ بنوده "فانصُرنا على القوم الكافرين"
الكتكوتة شمس47- عدد المساهمات : 66
نقاط : 167
الكفاءة : 0
تاريخ التسجيل : 04/08/2009
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى